الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
الحب الحقيقي
بمجرد
وصول آدم مرحلة المراهقة، يتطرق مع نفسه للتفكير في "ضروريات" المراهقة
بحسب وجهة نظره، وأول ما يُفكّر فيه هو البحث عن إقامة علاقة حب، فرغم أن
هناك،على الأقل، من يدري أنه مجرد حب مراهقة، فإن كثيرين لم يعرفوا ولم
يتذوقوا البتة الحب الحقيقي الخالص.
يُفكّر
الشاب كثيرا ودائما حتى يًصبح فيلسوفا، ومحط تفكيره هو الزمن والمكان
اللذين سيشهدان على وجوده الحب الحقيقي الذي لا تشوبه شوائب، والذي هو
أفضل من حب المراهقة.لكنه للأسف لايدري أن الحب الحقيقي يلازمه دائما
وأبدا مذ كان صغيرا وسيبقى معه حتى يُدفن في التراب.
هذا
الحب الحقيقي، هو حب غنيّ، هو حبّ الله سبحانه هو تعالى، الذي خلقنا
فسوانا رجالا ونساء، فهو كل الحب، وله كل الحمد وكل الشكر، الله سبحانه
يحب عباده، لكننا نحن في الحقيقة ندّعي حبّه الكبير، غير أنه يكون مجرد
حبر على ورق، فحُبّ الله من تقواه، وبالإيمان به، وبتطبيق أوامره واجتناب
نواهيه، فلا حدود لحب الله ولا حدود لحمده وشكره سبحانه وتعالى.
الحب
الحقيقي أيضا، هو حب أشرف الخلق، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي
يُحبنا.. ولكنّنا لا نوفيه حقّه الكامل بالصلاة والسلام عليه. وهو الذي
يحب أمته ويريد الشفاعة عنها، كما يقول عليه أزكى الصلوات : " شفاعتي لأهل
الكبائر من أمتي". رواه أنس. لكننا لا نذكره إلا إذا ذُكّرنا به، أو إذا
سمعنا اسمه.
الحب
الحقيقي، هو حب الوالدين، الذي رافقنا طيلة الصغر، لكن بمجرد أن استجمعنا
قوانا نسينا فضلاهما وحنانهما في الماضي، وياليتنا فعلنا ذلك فقط، بل
تجاوزناه لكل ما هو معروف ومذكور في آيات الله تعالى، فالجميع يعرفها لكن
قلة يُطبقها. أفهناك أجمل وأرقى من هذا الحب ؟
النقاش مفتوح
لكن حاول أخي أن تجيب على السؤال التالي:
هل يوجد حب حقيقي يستحق النظر فيه أفضل من الحب المذكور؟