هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
.: انت الزائر رقم :.

    الحب..........و.........الحرب.....بقتمي

    zizou
    zizou

    ذكر
    عدد الرسائل : 647
    نقاط : 57832
    تاريخ التسجيل : 07/12/2008

    m8 الحب..........و.........الحرب.....بقتمي

    مُساهمة من طرف zizou 8/5/2009, 19:35




    ..تحت نخلة وارفة الظلال تدلت عناقيدها كثريات الذهب،جلس البطل الهمام
    لينفض غبار الحرب على جسده المنهوك ويستعيد بعض قواه ،فقد أبدى وسط ساحات
    الوغى شجاعة وبسالة يشهد لها التاريخ،وتحتضنها قراطيس البطولات لتكون باعث
    الامل في صدور ملّت الظلم والطغيان،وعشقت الصمود والتصدي،وتطلعت الى
    النور.بعد غفوة قصيرة رأى فيها خيال حبيبته المنتظرة،قام ونفض ما تعلق
    بثيابه من رمال وتفقد ما بقي معه من زاد وتوكل على الله ،تخذ من الايمان
    والامل درعا له يحميه من أهوال الصحراء ومشقات الطريق،ثم بدأ سيره،،وطيف
    حبيبته لا يغادر مخيلته وحنينه اليها يكاد يطوي الجبال والوهاد ليصل في
    أقرب وقت.حبيبته سحر كان آخر عهد له بها يوم ودعها ودموع الفراق تغسل
    وجنتيهاوخوفها من الغد المجهول يميت الكلمات بين شفتيها قبل التلفظ
    بها،وعيناها تنظر اليه وكانها تريد حمايته من شبح الحرب،وبعبارات اودعتها
    كل ما في قلبها من خوف وألم وما في صدرها من حرارة ودعته واعدة اياه انها
    ستبقى على العهد محافظة.ثم كفكفا دمو عهما ورفعا ايديهما الى السماء
    متضرعين الى الله ان يحفظ حبهما ويلهمهما الصبر في ايام البعاد.
    كان ذلك منذ سنة،يوم ودع حبيبته ملبيا نداء الواجب مستصغرا كل الاهوال
    في سبيل تحرير وطنه واسترجاع كرامة شعبه،ومرت الايام آخذة باعناق الليالي
    لتسلخ سنة من عمره،سنة ما رات عيناه خلا لها سوى الدموع والدماء النازفة
    من اجسام افنتها الحرب،وما سمعت اذناه سوى طنين السيوف والرماح’وهاهو
    اليوم والحمدلله قد استطاع ان يرفع لواء النصرعاليا وبخطى ثابتة،هاهو يشق
    القفار ليصل الى حبيبته،ويزف لها خبر انتصاره ويعوضها كل ما فقدته من حنان
    وحب ايام بعده هجرانه.
    كانت خيوط الفجر البنفسجية قد بدأت تحجب مواكب الظلام عندما وصل خالد
    الى قريته القابعة وسط سهل افيح،ولا تسل عن بهجته وانشراح صدره وهو يرى
    اصحابه وذويه خارجين من المسجد بعد تادية صلاة الفجر ،فكان يصا فح هذا بيد
    مرتعشة ويعانق ذاك بصدر مفعم بالحب والوفاء.
    كان شوق خالد لمعرفة أخبار حبيبته سحر لا يضاهيه شوق،فبدأ يبحث بين
    الوجوه عن وجه محمود رفيق صباه وشبابه علّه يستطيع اطفاء النار
    المتاججةبين ضلوعه، وماهي الا ساعات قليلة قضاها في الاستماع الى كل ما جد
    من احداث على صعيد قريته،حتى اقبل محمود يعانقه ويهنئه بانتصاره وعودته
    سالما،فاخذه خالدجانبا،وانزوى به فوق صخرة كبيرة طالما سمعت حديثهما و
    شكاويهما،وراح يساله عن اخباره وما آل اليه حال حبيبته سحرمن بعده وما كاد
    محمود يسمع اسم سحر يتردد على لسان صاحبه حتى امتقع لونه و تاهت منه
    العبارات والبسته الحيرىسائر حليها.ابالحقيقة يصفعه ام في ثوب الوهم
    والسراب يلفه؟
    وبأي لغة يخاطبه حتى تكون اخف وطأًعلى قلبه الذي كتب عليه ان يحيا الليل والشمس متربعة على كرسي عرشها.
    ولا حظ خالد وجوم وتردد صاحبه فادرك ان في الامر سرا يحاول اخفاءه او
    التهرب منه،فدنا منه وبعيون انطفا فيها بريق الامل وغزتهاجيوش الياس نظر
    اليه مستحلفا اياه بايام الصبا الندية ان يكشف عما تنطوي عليه ضلوعه ،وما
    يخفيه صدره من اسرار حتى وان كانت في مرارة الحنظل.وهنا لم يجد محمود
    سبيلا الى التهرب من هذا الموقف الحرج ،فجمع كل ماتبقى من لديه من شجاعة
    وقال مواسيا صاحبه،ان سحر تربت في بيت شريف فتغذت نفسها بطعام العز وارتوت
    بكؤوس العفة وعافت الذل والاهانة فاي مصيرتتوقعه لفتاة مثلها ساومها العدو
    في عرضها واراد تلويث شرفها؟؟
    وهنا لم يتمالك خالد اعصابه واحس كأن كلمات صاحبه طلقات نار تقع على
    قلبه فتحطمه وتسيل دمه ،فتوسل اليه ان يكشف عليه ولا يزيد من حيرته
    وعذابه،وذلك بان يفصح عما يريد قوله ويظهر الامور جلية ،فان عقله قد توقف
    عن التفكير وقلبه عن الخفقان ،فاوما اليه محمود ان يهدئ من روعه واسترسل
    قائلا:استيقظت القرية ذات صباح هاجرته شمسه على طلقات المدافع ودوي
    الرشاشات فذعر الاطفال والشيوخ العجازى وتسلل الرجال ليشقوا طريقهم حيث لا
    تطولهم يد العدو فيسرهم في موكب الاسرى ليزج بهم في المعتقلات ،اما النساء
    فقد اوصدن ابوابهن ليامن شر العدو،وماكان كسر الابواب بصعب على عدو ماعر
    فت بذور الرحممةالى قلبه سبيلا،وكانت سحر من اللواتي هدمت بيوتهن،وطرحت
    امتعتهن خارجا،وقداعجب بشجاعتهاأحد الضباط الكبار فسالها ان هي وافقت
    وذهبت معه سوف يعوض اهلها كل الخسائروينجيهم من بطش الاعداء وماكان جواب
    سحر الا نظرة قاتلة تحمل كل معاني السخط والاحتقارتلتها عبارة:"خسئت يا
    وقح".فعز على الضابط ان تجرح كرامته
    امام رجاله من قبل فتاة فصوب اليها بندقيته ليجعل صدرها الصغير مثوى لطلقات ثلاث.
    وهكدا اسلمت روحها نقية كوردة صباح ندية،وكان اسم خالد آخر ما تلفظت به
    شفتاها وهنا راى محمود دمعة صامتة تترقرق في عين صاحبه لتشق طريقها على
    خده،ولم ينبس بحرف ماعدا :الحمدلله الذي ردها الى ملكوته زهرة لم تتفتح
    بعد على ان تلمسها يد سرت في عروقها دماء الخيانة وامتزجت بوابل من السخط
    والرياء.
    لم يعد يرى خالدمن هذه الحياة سوى غمامة قاتمةتسد الطريق امام
    عينيه،ولم يعد يسمع سوى صوت سحر يناديه من الاعماق ان يسير في طريق
    الانتقام فعاد ادراجه من حيث اتى لا لتلبية نداء الواجب فحسب بل ونداء
    الحبيبة الراحلة.
    **ليس الحب ان تكون بقرب من تحب ولكن الحب ان تثق انك في قلب من تحب**


      الوقت/التاريخ الآن هو 3/5/2024, 02:20